زيادة انتاج الغاز
رئيس التحرير
عبد الرحمن بن ماجد القحطاني
جاء إعلان دولة قطر عن مباشرتها تنفيذ مشروع توسعة حقل الشمال وهو أكبر حقل للغاز في العالم بهدف زيادة انتاجها من 77 مليونا إلى 110 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال بحلول 2024 مفاجئا للأسواق العالمية فالأرقام والبيانات المتاحة تكشف عن سيطرة دولة قطر على قطاع الغاز الطبيعي المسال عالميا كما ان صادرات الغاز القطرية تتوسع جيدا في حزمة من الأسواق التي تشهد نموا قياسيا في الطلب على الغاز وعلى رأسها الأسواق الآسيوية.
وتزامنت هذه الخطوة مع بدء سريان انسحاب دولة قطر من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) اعتبارا من مطلع يناير 2019 غير أن المفاجأة سرعان ما تبددت ليحل محلها تقدير كبير واشادات دولية واسعه ببعد النظر والحصافة الاستثمارية والمرونة التي تتمتع بها «قطر للبترول» عملاق الطاقة العالمي والتي قامت بهذه الخطوة بهدف ضمان صدارة قطر وهيمنتها على أسواق الغاز العالمية لفترة طويلة في ظل ظهور منافسين جدد مثل الولايات المتحدة الأميركية إلى جانب استراليا وهي المنافس التقليدي كما ان الانسحاب من أوبك يوفر فرصة جيدة للتركيز على تطوير قطاع الغاز الطبيعي بوصفه النشاط التشغيلي الرئيسي لـ«قطر للبترول» الأمر الذي يؤكد على وجود رؤية استراتيجية بعيدة المدى لقطاع الطاقة .
ولما كانت رؤية « قطر للبترول» تتمثل في أن تصبح واحدة من أفضل شركات النفط الوطنية في العالم ولأن هناك متابعة حثيثة للأوضاع المتغيرة بأسواق الغاز العالمية ..فقد تحركت قطر بمرونة عالية لتعلن المفاجأة المتمثلة في توسعة حقل الشمال عبر اضافة خط انتاج رابع والذي سيؤدي إلى انتاج 110 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال إلى جانب 4,000 طن من الإيثان، و263,000 برميل من المكثفات، و11,000 طن من غاز البترول المسال، إضافة إلى حوالي 20 طناً من الهليوم النقي في اليوم.
وتأكيدا على الثقة الدولية في قطر وحضورها العالمي الكبير فقد قررت شركات الطاقة العالمية مثل «كونوكو فيليبس» و«توتال» و«رويال داتش شل» و«اكسون موبيل» وغيرها خوض غمار المنافسة للفوز بحصة من العقود التي تطرحها قطر للبترول بهدف توسعة حقل الشمال وزيادة انتاج الغاز القطري وجاءت هذه المنافسة لتعكس الجاذبية الاستثمارية لدولة قطر عالميا كما تكشف عن تسابق الشركات العالمية للحصول على موطئ قدم في السوق القطري الذي يوفر فرصا استثمارية واعدة وكبرى في الوقت ذاته.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد وانما استمرت «قطر للبترول» في الاعلان عن تعزيز استثماراتها الخارجية بقطاع الطاقة حيث أعلنت عن حزمة من الصفقات والتوسعات والاستحواذات الخارجية التي كرست تواجدها في الأسواق العالمية وهو ما يؤشر بشكل كبير إلى أن انضمام «قطر للبترول» إلى قائمة الكبار عالميا يقترب وبشدة ويكشف في الوقت نفسه أن الاستثمارات الخارجية بقطاع الطاقة تعزز محفظة الاستثمارات السيادية لدولة قطر والتي تتوزع جغرافيا بشكل مدروس مما يشكل مظلة حماية من أيه مخاطر محتملة ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة للأجيال القادمة.