رجل الأعمال علي حسن الخلف: بدأت التجارة وعمري 12 عاماً !
حوار - محمد الأندلسي
يعتبر علي حسن الخلف رئيس مجلس إدارة الشركة القطرية للمجمعات الاستهلاكية، من الرعيل الأول لرجال الأعمال في قطر حيث يدير مع عائلته عددا كبيرا من الاستثمارات المتنوعة في حزمة من القطاعات تتضمن : المواد الاستهلاكية والمقاولات ومواد البناء وقطع الغيار والمجوهرات.
في الجزء الثاني من حواره مع «أملاك» يتحدث الخلف عن قطر قديما وحديثا ..عن التجارة والتشريعات الاقتصادية ..عن ملامح شخصيتة ودراسته ..وفيما يلي التفاصيل:
- في البداية ..حدثنا عن قطر في الماضي؟
* بعد كساد تجارة اللؤلؤ في منطقة الخليج وقبل اكتشاف النفط خاصة في الفترة الزمنية الممتدة من اواخر عشرينيات القرن الماضي إلى أواخر أربعينياته كانت معظم المنطقة في وضع لايحسد عليه بعد تأثر تجارة لؤلؤ الخليج الطبيعي والذي كان يعتبر آنذاك المصدر الرئيسي للدخل القومي مثل النفط حاليا بالمنافسة الشديدة من زراعة اللؤلؤ الياباني وغيرها من الأحداث، فكانت المنطقة تمر بحالة معيشية صعبة جدا ان لم تكن قاسية، ويزيد من صعوبة تلك الظروف ضعف الخدمات والمستوى المعيشي مع فقر الأرض زراعيا وقساوة حرارة الطقس ورطوبته العاليه بصيفه الطويل الذي له اثر بالغ على صحة الناس وحياتهم بالمقارنة مع رفاهية الوقت الراهن، فكانت الأمراض لا تجد لها دواء فعالا، فالالتهابات الجلدية الشديدة تنتشر بآلامها في اجسام البشر صيفا التي تعالج بالأدوية الشعبية لغياب الخدمات الطبية والاسكان المناسب وانعدام الكهرباء وندرة المياه باستثناء مياه الآبار العذبة وشبه العذبة “الخريج”.
وحدثنا الآباء انهم عاشوا فترة صعبة من الزمن كانت تسمى “ايام القحط” وهي مرحلة المعاناة الشديدة من الجوع والفقر باستثناء بعض الميسورين وكانت تلك الفترة تسبق بدايات عمل شركات التنقيب عن النفط واستخراجه وتصديره، وبقي الوضع على هذا الحال الصعب حتى بدء مرحلة ظهور النفط، فصدرت قطر اول شحنة منه في نهاية عام 1949، وبدأت بعدها مباشرة تظهر اثاره الايجابية تدريجيا على ايرادت الدولة فاستقرت معيشة الناس وبدأ تكوين أجهزة الخدمات الحكومية حسب اهميتها التي احتاجت الى موظفين دائمين فتم تعيين قطريين وغيرهم في مختلف الوظائف بعد ان كانت الوظائف محصورة فقط على شركة النفط، فاصبح للناس دخل ثابت فاستقر حالهم المعيشي، وكانت العملة المتداولة في ذلك الوقت الروبية الهندية المطبوع عليها صورة ملك بريطانيا جورج السادس ومن بعده صورة ملكة بريطانيا الحالية.
- أيهما أكثر تأثيرا في شخصيتك .. والدك أم والدتك ؟
* لاشك ان الانسان اول ما يتأثر بوالديه ومحيطه الأسري لكن والدتي رحمها الله كان لها اكبر الأثر في نفسي والمكون الرئيسي لشخصيتي، ولا يمكن ابدا أن أنسى فضلها بعد الله لما قاست به من جهد وتعب في تلك الظروف الصعبة من اجلنا، ولكني تعلمت الكثير من والدي واهلي رحمهم الله ومن الظروف الحياتية، كالصبر والاعتماد على الذات في الحياة.
- كم عدد ابناءك، وهل ورثوا حب التجارة منك ؟
* رزقني الله بخمسة ابناء، ثلاثة اولاد وبنتين يعمل بعضهم في جهات متنوعة، كما يساعدوني في ادارة بعض الأعمال ومتابعتها لعلي احظى ببعض من الوقت للراحة، وبطبيعتي لا اجبر اي منهم على تخصص دراسي او ممارسة نشاط تجاري معين وانما اترك لهم حرية الاختيار.
- هل يوجد احد من ابناءك هو الاقرب لقلبك ؟
* ليس من العدل التفرقة بين الأولاد، فجميعهم بمنزلة واحدة في القلب بنين أو بنات، فهم ذخري ورأسمالي الحقيقي في هذه الدنيا، وكل منهم لديه قراره وشخصيته المستقلة، واعتقد انهم يخدمون بلدهم باخلاص ويديرون حياتهم وعملهم بطريقة جيدة، لكن من واجبي ان اقدم لهم النصح والتوجيه وهم يتخذون قرارهم المناسب ويعتبر أكثر شيء محبب إلى قلبي أن اراهم قادرين على التصرف نتيجة تمتعهم بالاعتماد على الذات وهم والحمد لله لديهم علاقات عامة جيدة، وهذا في حد ذاته مكسب هام.
- وماذا عن دراستك ؟
* التحقت بالمدرسة عام 1952مع بداية تدشين اول مدرسة حكومية حديثة في قطر التي كانت تقع في اطراف الدوحة جنوب شرق فريج الغانم القديم(سوق الذهب الحالي)، وكان اسمها “المدرسة الابتدائية القديمة” ومن ثم اصبحت “مدرسة قطر الابتدائية”، التي سميت فيما بعد “مدرسة خالد”، لكن للأسف تم ازالة مبنى هذه المدرسة بالكامل، الذي يؤرخ للتعليم الحديث في قطر وعاشت فيها باكورة الأجيال القطرية القيادية طفولتها الدراسية - منهم سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة وغيرهم من جميع العوائل القطرية الكريمة – فعمره يزيد على ستة عقود، وملحق به من الشرق اول سكن داخلي ومن الجنوب قسم التغذية.
وعند التحاقي بالمدرسة لم يكن عمري يبلغ وقتذاك 6 سنوات وكانت الدراسة تبدأ بالروضة ثم التمهيدي، وفي عام 1960 انهيت المرحلة الابتدائية، وانتقلت الى المرحلة الاعدادية التي كان طلابها بالمدرسة الثانوية لمحدودية عدد التلاميذ وكانت فيها مرحلة التحول في نمط حياتي بالاعتماد اكثر على الذات فكنا نشعر في ذلك العمر اننا اصبحنا كبارا، وفي عام 1966 بدأت المرحلة الجامعية فالتحقت في بعثة حكومية بكلية التجارة بجامعة بيروت العربية في لبنان وهي فرع من جامعة الاسكندرية انشئت عام 1964وتعتبر مرحلة اساسية في حياتي من كافة النواحي خاصة وان لبنان الجميل” سويسرا الشرق” كان في تلك الحقبة بلد جذب ثقافي وسياسي وحرية الرأي ونشط في الأعمال المالية والتجارية والسياحية والخدمات الطبية والعلمية ويتمتع بتطور ملموس بالمقارنة مع كثير من دول الخليج.
بعد التخرج عدت في عام 1971 بعد حصولي على بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية، والتحقت مباشرة بوزارة الاقتصاد والتجارة التي كان وزيرها الشيخ ناصر بن خالد الثاني، رحمه الله، والذي عمل على تعزيزهيكلها الاداري بالكوادر القطرية الشابة المؤهلة، واصدار العديد من القوانين الاقتصادية والتجارية التي ما زالت آثارها باقية، كما برز في عهده تعزيز شؤون الدولة الاقتصادية والتجارية محليا وعلاقاتها ثنائيا واقليميا ودوليا، وكان رحمه الله حريص على مصلحة بلده وابنائها ويتمتع بذكاء فطري رفيع وتجربة كبيرة تشهد له مجالسه الخاصة والرسمية وله موقع سياسي واجتماعي هام وهو من الشخصيات البارزة على الصعيد المحلي والعربي والاسلامي، ولم نلق منه الا كل خير واحترام ونصائح استفدنا منها في عملنا وحياتنا.
- هل كانت الدولة تدعم التقطير والخبرات القطرية آنذاك ؟
* بكل تأكيد، كانت الدولة حينها تواقة لدعم الكوادر القطرية المؤهلة لتأخذ مختلف مستويات المواقع القيادية في اجهزة ومؤسسات الدولة، وزادت وتيرة ذلك بعد استغلالها وقيامها بادارة كامل شؤونها ومواردها فعجل حصول الشباب القطري على فرص كبيرة لخدمة الوطن، مع محدودية عدد حملة المؤهلات في تلك الفترة التي كانت الدولة بحاجة ماسة لهم لقيادة مؤسساتها واجهزتها، وزادت الحاجة عقب تكوين اول مجلس للوزراء وقيام كثير من الأجهزة لتلبية الحاجات والمشاريع المستجدة.
ان الاستقلال افرز وضعا جديدا للدولة بتولي ادارة كامل شؤونها الداخلية ورعاية مصالحها الخارجية باقامة علاقاتها الدبلوماسية الثنائية مع عديد من الدول والمنظمات الدولية (عربية، امم متحدة، اسلامية وغيرها) كما ان الدولة خلال العقدين الماضيين اصبح لها شأن اقتصادي كبير على الصعيدين الداخلي والخارجي، ففرض كثير من الأعباء الجديدة على كاهل الدولة، فلابد من البحث عن الكوادر الوطنية لتنهض بهذه المؤسسات والاجهزة، بجانب تولي واجب قيادة الوطن نحو التقدم والتطور الشامل لضمان مستقبل الأجيال.
- ما هو اول مشروع قمت به ومتى؟
من الصعب تحديد اول مشروع خاص بي لأنني اعايش هذه البيئة مع الأهل منذ الصغر، فكانت تتكون لدينا بعض النشاطات التجارية البسيطة المتفرقة التي نقوم بها وتنتهي بانتهاء البضاعة التي بحوزتنا منفردين او بالاشتراك مع الأقارب، وتولدت الاهتمامات التجارية عندي مبكرا وبشكل عشوائي، ففي سن الطفولة ونحن في تلك الظروف المعيشية، نمارس بمبادرات شخصية بعض الأعمال التي لا يرقى ان تسمى تجارة، بل تعتبر نوعا من المبيعات الموسمية البسيطة بغرض جني أي عائد مادي، وكانت تعني لنا الكثير فان لم تكن مادية فمعنوية، كما كنا في نهاية المرحلة الابتدائية نقوم في المدرسة بتصنيع الالبان والعصائر وتربية الدواجن وزراعة بعض الخضراوات في المساحات الفضاء خلف الصفوف الدراسية وفي فترات لاحقة ونحن في المرحلتين الاعدادية والثانوية نقوم باعمال مساعدة لاهلنا في اعمالهم مع قيامنا احيانا بنشاط تجاري محدد.
كما اتذكر وانا لدي من العمر حوالي 12 عاماً كنت ألهو مع اقراني في البيت بالبيع والشراء تقليدا للكبار ثم زاد الطموح مع بدء النهضة في قطر والرواج التجاري في سوق واقف المجاور لبيتنا لننافس الهنود في بيع شراب الفيمتو بالحليب ولكن دون جدوى ومن ثم قمت برفقة اصدقائي ببيع اول آيس كريم متجول المصنوع بنكهة ملونة من الثلج، مع تجربة بيع الحلويات والمكسرات في المناسبات بالفريج مما اشعل غيرة المنافسة من الأطفال الآخرين، وفي مناسبات اخرى كنا نبيع الفواكه في الفريج والفواكه والليمون العماني في سوق الخضار والسمك، ولعلني اتذكر أننا كنا في عطلة المدارس بمطلع ستينيات القرن الماضي يدب فينا النشاط فنتشارك مع الأقارب في جزء من شحنة سيارة كاميون من البطيخ الشامي لكن نتائج هذه الشحنة لم تكن موفقة،ولاشك ان هذه الاعمال جعلتني اكثر اعتمادا على الذات مبكرا فاستمرت معي في الدراسة والعمل وتكوين الأسرة، دون الاستدانة او المساعدة من اي شخص كان، وهذه امور اعتز بها واعتبرها مصدر فخر.
- ما حجم محفظتك الاستثمارية لمجموعة شركاتك وغيرها؟
* الحمد لله، يقول المثل “الصيت ولا الغنى” ما دام حالتي مستورة والبال مرتاح من منغصاتها فهذا بحد ذاته من أكبر النعم الربانية التي لا تقدر بثمن، وحقيقة انا لا اهتم بمعرفة القيمة الحقيقية للمحافظ الاستثمارية لأن التقييم الفعلي للاستثمار يحتاج لوقت ومتخصصين مهنيين متمكنين، فأعمالنا جميعها تقوم على أساس البركة والحمد لله على كل حال.
- ما اهمية التنوع لرجل الاعمال وما الدافع له ؟
* التنوع في الاستثمار مهم جدا لضمان الآستمرار والديمومة، فعند تعثر احدها ياتي الدعم والاسعاف من الأخرى، ويقول المثل “لا تضع البيض في سلة واحدة”.
- ما نوع النشاط التجاري الاقرب لقلبك ؟
* جميع النشاطات التجارية التي قمت بانشائها اعتبرها قريبة مني واحاول انجاحها بقدر المستطاع بما فيه المتعثر منها الا الميئوس منه، ومعظم مشاريعي المتعثرة كانت تلك التي كانت مع شركاء آخرين اومشاريع اخرى لي بها شراكات ومعظمها انشئت وانا ملتزم بعملي في الدولة واصبحت الآن خالصة لنا في العائلة بعد اخراج الشركاء منها، ولا اقلل من قيمة او اهمية اي نشاط مهما كان بسيطا، واحاول بقدر المستطاع المحافظة عليه وعلى سمعته التجارية، واحث العاملين فيه على الجد لتحقيق النجاح.
- حزمة التشريعات التي اطلقتها الدولة منذ بداية الحصار وحتى الآن .. ما تأثيرها على الاقتصاد القطري؟
* دولة قطر بقيادتها الشابة وبجهود العاملين في اجهزتها تحت القيادة الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، استطاعت تجاوز تداعيات الحصار الجائر مبكرا، وجاء تطوير التشريعات الاقتصادية ليلعب دورا كبيرا في تسريع تجاوز تداعيات الحصار الذي بات الآن وراء ظهورنا فيما يمضى الاقتصاد الوطني بوتيرة متسارعة نحو النمو والازدهار، كما كان لافتا التزام دولة قطر بجميع المواثيق الدولية المبرمة حتى مع دول الحصار وقد اعطى هذا السلوك دولة قطر مصداقية دولية عالية عززت موقعها الدولي على كافة المستويات.
وتجدر الإشارة هنا إلى سرعة اتخاذ القرارات المصيرية والمتوازنة من لدن القيادة الرشيدة وعلى رأسها حضرة صاحب السمو امير البلاد المفدى مما ساهم في دحر الحصار بسرعة قياسية .
- هل تستطيع قطر الوصول الى تحقيق الاكتفاء الذاتي ؟
* نأمل ان تتمكن الدولة من تحقيق اكتفاء ذاتي في بعض المنتجات الغذائية وغيرها القابل انتاجها محليا، إلا ان ذلك يحتاج لجهود كبيرة وتعاون مدروس ومبرمج من كافة الجهات الرسمية والخاصة، وضرورة تقسيم الأدوار بعناية ومهنية لمحاور الاكتفاء الذاتي بما يمثله كل محور من اهمية وقدرته على تحقيقه حسب اهميته من منظوره الأمني، فهناك الاكتفاء الذاتي الزراعي الذي يشمل جميع المنتجات الزراعية الواعدة، وهنا يمكن ان نحقق الاكتفاء في منتج زراعي معين او اكثر أو توفيره في الأسواق المحلية، فمثلا يمكن الاستثمار في التمور (زراعة وتجارة وتصنيعا) لكونه ملائم جدا لبيئتنا ويمكننا في هذا الإطار اجراء البحوث والدراسات الجادة لتصبح قطر من منتجي مختلف انواع التمور الجيدة لكونه غذاء متكامل العناصر ويمكن ادخال منتجاته في كثير من الصناعات التي يمكن أن نتميز بها بما فيها كثير من الصناعات التقليدية، وتشجيع الاستثمار الزراعي لانواع الخضار والفاكهة الملائم زراعتها في بيئتنا وتعزيز منتجات الألبان والدواجن واللحوم والأسماك وتوفير متطلباتها بجانب تشجيع ورعاية الإنتاج الأهلي وارشاده، الأمر الذي سيساعد كثيرا في تحقيق الاكتفاء الذاتي فضلاً عن أهمية الالتفات الى تعزيز المخزون الاستراتيجي للسلع وتنويع مصادراستيرادها، وهو ما قامت به الدولة في الايام الاولى للحصار .
- كيف ترى السوق حاليا وهل هو بحاجة الى مزيد من التنظيم ؟
* هناك حاجة لتنظيم التجارة في السوق المحلي، والحد من الدخول والخروج العشوائي للدخلاء والاشخاص غير المؤهلين لمزاولة الأنشطة التجارية، حيث يدخل بعضهم السوق بهدف استيراد بضائع او سلع او توفير خدمة ليست من اختصاصه فيتسبب في ارباك السوق بانخفاضها فجأة لأقل من ربع تكلفتها او يتسبب في انقطاعها لفترة مما يؤدي الى ارتفاع الأسعار او تدهورها، وهذا غير سليم تجاريا خاصة مع اتساع السوق المحلي، فيجب ان يكون هناك تنظيم اكبر للسوق بتخصص الاستيراد وتجارة الجملة والتجزئة، فيتم اعتماد تجار لقطاع الاستيراد والتصدير وآخرين للجملة والتجزئة على ان تتوفر لدى كل منهم القدرة والامكانات المادية واللوجستية والادارية لتفادي فوضى السوق.
- ما هي اهم عوامل النجاح في بيئة عمل تمتلئ بالمنافسين ؟
* من اهم عوامل النجاح في مثل هذه البيئة، ان يكون المشروع تحت ادارة تتمتع بمهنية راقية ومتابعة دائمة لتجنب السلبيات التي قد يتعرض لها المشروع واستبدالها سريعا بايجابيات داعمة له لا تتوفر لدى المنافس لتحقيق السلامة للنشاط مع الالمام بكافة مفاصله، وتحقيق القدرة على المنافسة الايجابية ايا كان هذا المشروع بادارة سليمة تبعث على حيوية ونجاح المشروع.