د.ميسر صديق: السوق العقارية تحقق عوائد مجزية
كتب - محمد حمدان
توقع الدكتور ميسر صديق الرئيس التنفيذي لمجموعة إبهار للمشاريع والخبير العقاري الدولي أن يؤدي قانون تنظيم تملك غير القطريين للعقارات والانتفاع بها والذي يسمح للأجانب بتملك العقارات وفقا للضوابط إلى تعزيز تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة الواردة إلى السوق العقاري القطري مع زيادة في شهية الاستثمار العقاري، لافتا إلى أن السوق العقاري المحلي يوفر فرصا استثمارية واعدة بعوائدة مجزية.
وأوضح د.صديق أن دولة قطر جاذبة للعلامات التجارية العالمية، واستطاعت أن تثبت قدرتها وأن تحظى باهتمام عالمي كواحة للاستثمار القوي والآمن، فيما تشير التقديرات إلى أن سوق الامتياز التجاري «الفرنشايز» يوفر فرص نمو واعدة.. تفاصيل أخرى في الحوار التالي:
* كيف ترى فرص الاستثمار العقاري في قطر؟
- شهدت قطر في أعقاب الحصار تقدماً مهماً من ناحيتين، الأولى تطور منظومة القوانين والتشريعات الاقتصادية مما عزز من جاذبية الاقتصاد القطري وجعله أكثر انفتاحا ومرونة، ومن ناحية أخرى ونتيجة لهذه التشريعات تطورت الأنشطة الاقتصادية بما فيها القطاع العقاري الذي شهد نمواً ملحوظاً، حيث تشير البيانات إلى أن السوق القطرية سجلت صفقات عقارية بقيمة تصل إلى «22.4» مليار ريال تقريباً خلال العام 2019، موزّعة على 3752 صفقة عقارية طوال العام، وهو ما يدل على تطور السوق ونمو القطاع العقاري، كما أن السوق العقاري القطري يوفر فرصا استثمارية واعدة بعوائدة مجزية.
* ماذا عن قانون تنظيم تملك غير القطريين للعقارات والانتفاع بها؟
- قانون تنظيم تملك غير القطريين للعقارات والانتفاع بها يسمح للأجانب بتملك العقارات وفقا للضوابط، ونتوقع ان يساهم القانون في تعزيز تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة الواردة إلى السوق العقاري القطري مع زيادة في شهية الاستثمار العقاري الذي يعتبر أكثر القنوات الاستثمارية استقرارا وأمانا والأقل مخاطر.
* إلى أي مدى ترى جاذبية السوق العقاري في ظل التشريعات والقوانين التي تمت إجازتها؟
- قطر تشهد نشاطاً عقاريا كبيرا بفضل المشاريع التنموية الكبرى والإنفاق الحكومي الرأسمالي إلى جانب مشاريع مونديال 2022، كما تشهد أيضا تطوراً في مناخ الاستثمار وبيئة الأعمال بوتيرة متسارعة رغم الحصار المفروض على البلاد منذ الخامس من يونيو 2017، ويمكن القول إن السوق العقاري محكوم بقوانين العرض والطلب، ولكن هناك من يعاكس وجهات السوق ويطرح أسعارا أعلى من السائد.. فتبقى هذه العقارات شاغرة مما يؤدي إلى تكبد من يفعل ذلك للخسائر، أما الرابح فهو من يدرك توجهات السوق جيدا ويضع منظومة سعرية واقعية ويدرس استثماراته وفقاً لاعتبارات جدوى الاستثمار، والرابح هو من يلتزم بقوانين السوق، فالاستثمار يجب أن يكون استثمارا آمنا في دورته المتكاملة ما بين إنشاء المشروع وتسليمه واختيار الارض والمباني وصولا إلى تحقيق العائد.
* هل ارتفاع الأسعار في السوق المحلي يدفع القطريين نحو شراء العقارات في الخارج؟
- يجب التركيز أولاً على الاستثمار العقاري محلياً.. وأنا أنصح بالاستثمار في السوق القطري لأنه واعد بالفرص الاستثمارية ويوفر عوائد جيدة فضلاً عن عوامل الأمان والأرض والقوانين والاستقرار السياسي والأمني، ولا أعتقد أن هناك ارتفاعا في الاسعار في السوق العقاري المحلي.
* ماهي أبرز الوجهات المفضلة للاستثمار العقاري خارجياً للقطريين؟
- أبرز الوجهات التي يركز عليها المستثمرون القطريون في الأسواق العقارية الخارجية هي تركيا وبريطانيا والبوسنة وجورجيا وألبانيا وسلطنة عمان والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمانيا وسويسرا، حيث يفضل البعض شراء العقار بغرض الاستثمار بحكم ان العائد جيد، بينما يفضل آخرون شراء العقار للراحة والاستجمام في الاجازات السنوية وسكن أبنائهم أثناء الدراسة في بعض الدول الأوروبية.
* كيف يمكن تفادي عمليات النصب عند شراء العقارات في الخارج؟
- يجب على المستثمرين أولاً التركيز على معرفة القوانين والتشريعات الاستثمارية خارجياً خاصة تلك القوانين التي تحمي رأس المال وأخذ الضمانات الكافية، حيث لا فائدة من الربح العالي دون قوانين تحمي المستثمر وأمواله، فضلاً عن أن هناك معايير أخرى تحدد جدوى الاستثمار العقاري خارجياً، مثل عوامل الأمن والامان وسهولة الوصول إلى البلد المراد الاستثمار فيه، إضافة إلى عوامل السعر والعائد المتوقع من الاستثمار العقاري، وأيضاً الضرائب التي يمكن ان يدفعها المستثمر والقوانين والتشريعات التي تحكم العملية الاستثمارية في مجال العقار وقياس المخاطر المحتملة ايضاً.
* نظمت مجموعة «إبهار» مؤخرا المؤتمر والمعرض الدولي الأول للفرنشايز، ماهو الهدف من المؤتمر وكيف ترى الإقبال على العلامات التجارية العالمية في السوق المحلي؟
- الهدف من المؤتمر والمعرض الدولي الأول للفرنشايز 2020 هو حماية وتكريس ثقافة الراغبين في التعامل مع الامتيازات التجارية المعروفة باسم الفرنشايز، والتي تتضمن علامات تجارية عالمية، لأنه في الأساس ليس مهماً فقط الحصول على علامة تجارية أو نشاط تجاري من أي نوع كان وإنما كيفية إدارته وتحقيق الربحية، فضلا عن تقديم إضافة إلى السوق، ويمكن القول إن المؤتمر حقق جانبين مهمين هما التثقيف بالعلامات التجارية ودراسات الجدوى واختيار العلامة التجارية، وتوازن الحقوق والالتزامات في عقود العلامات التجارية، وطرق إدارة العلامة التجارية، وتسويق العلامة التجارية بالطرق الحديثة والمعاصرة، والتأمين على العلامة التجارية ضد المخاطر والأزمات وطرح أكثر من 150 علامة تجارية في السوق المحلي.
* كيف ترى جاذبية السوق المحلي للعلامات التجارية العالمية؟
- دولة قطر جاذبة للعلامات التجارية العالمية واستطاعت أن تثبت قدرتها وأن تحظى باهتمام عالمي كواحة للاستثمار القوي والآمن، فيما تشير التقديرات إلى أن سوق الامتياز التجاري «الفرنشايز» يوفر فرص نمو واعدة، وان المعرض والمؤتمر الدولي يأتي في هذا السياق، بحيث يشكل انطلاقة لتكريس ثقافة الفرنشايز والتعامل مع تلك العلامات التجارية العالمية، خاصة أن هذه العلامات لديها شروط عالمية وبنود دقيقة تطالب بتنفيذها، ويجب على المستثمرين ضرورة أن تكون عقود الامتياز مع تلك العلامات متوازنة، وليس الرضوخ لشروطها التي تملى على من يرغب في الحصول على حق الامتياز.
* هل ستوسع شركة إبهار نشاطها في مجال «الفرنشايز»؟
- «إبهار» تبنت في هذا المؤتمر أمانة نشر الثقافة لاختيار الفرنشايز، وهي أيضاً جهة جاذبة لمجموعة من العلامات التجارية، وكذلك تمتلك «إبهار» قسما خاصا للاستشارات التسويقية والذي يتمتع بخبرة تتجاوز الـ 40 عاما في قطر، حيث تقدم خدماتها بهدف حماية كل من يحمل علامة تجارية من خلال تقديم الاستشارات الموثوقة التي تساهم في وقاية وتطوير الأعمال والتعامل مع المواقف المتغيرة للسوق بهدف تحقيق النجاح، كما أن المؤتمر في مضمونه يهدف إلى تحقيق التوعية والتثقيف الكافيين لكل من يرغب في الحصول على حق الامتياز.
* ماهي المشروعات الجديدة لشركة إبهار للمشاريع خلال العام الجاري؟
- تنشط إبهار في عدد من المجالات سواء في عمليات الشراء أو البيع أو التأجير وإدارة الأملاك، بل ان لديها مركزا متخصصا في دراسات الجدوى وكافة الأنشطة في السوق العقاري، حيث تعتبر واحدة من الشركات الرائدة في مجال التسويق والاستثمار العقاري بالدولة، وتمتلك باقة مميزة من المشاريع والشراكات الدولية الواسعة والخدمات الريادية والاحترافية في مجال إدارة المشاريع، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في بناء روابط وثيقة مع المستثمر المحلي قوامها الثقة والمصداقية في التعامل وضمان حقوقهم، حيث تمثل إبهار العقارية كوكيل حصري لعدد من الشركات العالمية في عدد من الدول، وتتمتع بخبرة طويلة تمتد إلى أكثر من 35 عاماَ بدولة قطر، ونتطلع إلى التوسع في كافة أعمالنا وأنشطتنا في قطر وخارج قطر.
* نشر لك كتاب مؤخراً عن الاستثمار العقاري ماهي أبرز النصائح فيه؟
- نشر كتابي الجديد (ضوابط الاستثمار العقارى الآمن بين الواقع والمأمول) في مطلع العام الجاري، وفيه وضعت خلاصة تجربتي العقارية الطويلة والتي تشرح للمشتري كيف يحول رأس ماله الذي يملكه أو يقترضه إلى عقار له مردود إيجابي، لأن طبيعة المشاكل تحدث عندما يضع الإنسان طموحات عقارية تتجاوز دخله المادي، ولذلك وضع الكتاب حلولا لتلافي تلك المشاكل وحماية صاحب رأس المال من الخسارة.