توسعة مطار حمد ثاني أضخم مشروع للمطارات خليجيا
كشف موقع زاوية، التابع لـ”ريفينيتيف”، وهو أحد أكبر مزودي البيانات والبنية التحتية الخاصة بالأسواق المالية في العالم، عن احتلال مشروع توسعة مطار حمد المرتبة الثانية بين أكبر 5 مطارات تحت الإنشاء في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تبلغ التكلفة التقديرية للمشروع نحو مليار دولار.
ومن المقرر أن تؤدي التوسعة الجارية إلى زيادة سعة مطار حمد الدولي إلى أكثر من 53 مليون مسافر سنوياً بحلول عام 2022، فيما ستعمل المرحلة الثانية من التوسعة، والتي ستبدأ عقب بطولة كأس العالم لكرة القدم (قطر 2022)، على زيادة سعة المطار إلى أكثر من 60 مليون مسافر سنوياً. كما ستوفر توسعة مطار حمد الدولي الآلاف من فرص العمل في قطر، مما يتيح للدولة تحقيق أهدافها تماشياً مع رؤية قطر الوطنية 2030.
ويتضمن مشروع التوسعة حديقة استوائية داخلية رائعة الجمال تبلغ مساحتها 10,000 متر مربع في المنطقة المركزية الضخمة، بالإضافة إلى مسطح مائي مساحته 268 متراً مربعاً، وهما يمثلان معاً محور مشروع التوسعة.
وتتكون المرحلة الثانية لتوسعة مطار حمد الدولي من المرحلة (أ) والمرحلة (ب)، وسوف تضم المرحلة (أ) من التوسعة الحالية منطقة مركزية تصل بين المنطقتين (D) و (E)، وقد بدأت بالفعل أعمال الإنشاء اعتبارا من العام 2020 لترفع من الطاقة الاستيعابية للمطار إلى أكثر من 53 مليون مسافر سنوياً بحلول عام 2022، أما المرحلة (ب) التي سيتم الانتهاء منها بعد عام 2022، فسوف تكون امتداداً للمنطقتين D وE، بما يعزز الطاقة الاستيعابية للمطار لتصل إلى أكثر من 60 مليون مسافر سنوياً.
وتشمل خطة التوسعة أيضاً مساحة أخرى تبلغ 11720 متراً مربعاً، وهي مخصصة لمتاجر التجزئة ومنافذ الأطعمة والمشروبات، مما سيعزز العروض المتعددة التي يقدمها المطار الحائز على تصنيف الخمس نجوم عبر الجمع بين مجموعات الأعمال الفنية عالمية المستوى وبين المساحات الخضراء، إلى جانب منافذ البيع بالتجزئة والأطعمة العصرية ومعالم الجذب السياحي، والمرافق جميعها ضمن مبنى واحد شامل.
وسيتضمن مطار حمد الدولي أيضاً 9000 متر مربع لصالة المرجان عالمية المستوى، الواقعة فوق منافذ البيع بالتجزئة، وتتميز بإطلالتها الرائعة على الحديقة الاستوائية، وسوف تضم الصالة نوادي صحية إضافية وصالة تمارين رياضية ومطاعم ومراكز أعمال بالإضافة إلى مرافق خاصة بالمسافرين.
وقد رُوعي في تصميم التوسعة أن تتكامل بشكل تام مع المبنى الحالي، وتسمح بالتدفق السلس للمسافرين، بما يعزز التجربة الكلية للسفر عبر تقليل المسافات المقطوعة داخل المطار وضمان سهولة الوصول والتجوال داخل المطار. وسوف تسمح المساحات الخضراء الجديدة والمسطح المائي لمسافرينا بالاستفادة من أجواء الاسترخاء التي توفرها الطبيعة، وبالتالي ضمان راحتهم أثناء سفرهم عبر المطار، والهدف النهائي هو أن يصبح مطار حمد الدولي وجهة في حد ذاته، وأكثر من بوابة عبور.
وسيكون مبنى مطار حمد الدولي هو الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي يحصل على نظام تقييم الاستدامة العالمي من فئة الأربع نجوم، وهو أول نظام يعتمد على الأداء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد تم تطويره لتقييم المباني والبنية التحتية الخضراء. وسوف يحصل المبنى أيضاً على شهادة الاعتماد الفضية “ليد” بفضل توفر أدوات القياس المبتكرة لكفاءة الطاقة في جميع أنحاء المبنى.
وسيتم جلب نباتات الحديقة الاستوائية الداخلية من غابات مستدامة من شتى أنحاء العالم، حيث قام مصممون مختصون بتطوير سقف بلا أعمدة تبلغ مساحته 85 متراً مزوداً بشبكة من الزجاج متعدد الوظائف لتنقية الضوء والتحكم في مقداره بما يساعد أشجار الحديقة على التأقلم مع الأجواء الداخلية في المبنى والنمو بشكل دائم داخل المطار.
وتشمل السمات الأخرى المهمة لعملية التوسعة منطقة جديدة لتحويل الرحلات، وهي تهدف إلى تقليل أوقات وصول المسافرين، وتحسين تجربة التنقل داخل المطار، بالإضافة إلى المنطقة المركزية التي سوف تستوعب تسعة مواقف إضافية للطائرات عريضة الجسم.
وستشهد المرحلة الثانية أيضاً إنشاء محطة شحن جديدة ستزيد من القدرة الاستيعابية إلى ما يقدر بنحو 3.2 مليون طن سنوياً، وستكون المحطة الحديثة متعددة المستويات بمساحة بناء تبلغ 85000 متر مربع من ثلاثة مستويات، بالإضافة إلى ثلاثة مستويات من طابق الميزانين توفر حوالي 323.000 متر مربع كمساحة أرضية إجمالية.
وتم تصميم مطار حمد الدولي، الذي أصبح بحد ذاته وجهة مميّزة وخاصة، بشكل عصري وفريد لتلبية كافة متطلبات واحتياجات المسافرين العالميين بل وتجاوزها، حيث يجمع مطار حمد الدولي داخل مبناه بين مجموعة من القطع الفنية النادرة لأشهر الفنانين العالميين، وخيارات التسوق لأشهر العلامات التجارية والمطاعم العصرية، بالإضافة إلى مرافق الترفيه والاسترخاء المتميزة.
ومؤخرا حاز مطار حمد الدولي على لقب أفضل مطار في العالم 2021، وجاء تصنيفه بالمرتبة الأولى ضمن جوائز سكاي تراكس العالمية المرموقة لعام 2021.
ومنذ انطلاقته عام 2014، تمكن مطار حمد الدولي من التقدم بثبات ضمن التصنيفات العالمية لأفضل المطارات، حيث يرتقي اليوم إلى المرتبة الأولى عالمياً ضمن تصنيفات العام 2021 لأفضل مطار في العالم.
كما حاز مطار حمد الدولي على عدّة جوائز ضمن التصنيفات عينها، إذ نال جائزة “أفضل مطار في الشرق الاوسط”، و”أفضل مطار لفئة 25 مليون الى 35 مليون مسافر”، و”أفضل خدمة موظفين في الشرق الاوسط”، وجائزة “التميّز للمطارات في مواجهة كورونا”.
وقد أثبت مطار حمد الدولي قدرته في الاستمرار بعملياته التشغيلية خلال جائحة كورونا، بفضل التعاون الوثيق مع شركائه، وتبنيه أفضل التكنولوجيات المتقدمة والمبتكرة، بالإضافة إلى الجهود الحثيثة لموظفيه.
وقد حافظت استمرارية الأعمال التشغيلية لمطار حمد الدولي على ضمان عودة مواطني دولة قطر إلى ديارهم وأحبائهم سالمين، مع الالتزام بإيصال الإمدادات الأساسية والبضائع إلى مختلف الدول حول العالم.
وحفاظاً منه على سلامة جميع الموظفين والمسافرين، فقد باشر مطار حمد الدولي بحملة تلقيح ضد كورونا شملت جميع موظفيه والعاملين لديه، كما أظهر مطار حمد الدولي مدى التزامه بتلبية احتياجات المسافرين حتى خلال الأزمات، وذلك من خلال تطبيق إجراءات جديدة لضمان رحلة سفر سلسة وآمنة لجميع العائدين إلى دولة قطر.
وعلى الرغم من الأثر الكبير الذي فرضته الجائحة على قطاع صناعة الطيران، إلا أن استراتيجية مطار حمد الدولي لعبت الدور الرئيسي في مواجهته للأزمة العالمية. وبفضل خطط استمرارية الأعمال وبروتوكولات النظافة والتعقيم للمطار المعترف بها دولياً، تمكن مطار حمد الدولي من التكيف بسرعة مع الظروف الطارئة، وتعديل إجراءاته المعتادة بما يتماشى مع المعايير الجديدة للسلامة العامة، وضمان استمرارية الأعمال التشغيلية.
وبالاستناد الى نهجه الاستراتيجي ورؤيته المستقبلية، كان مطار حمد الدولي من أوائل المطارات في العالم التي اعتمدت تقنية الفحص الحراري عند نقاط الاتصال الرئيسية للمسافرين، وضمنت توفير أجهزة التعقيم وأدوات الحماية الشخصية في جميع أنحاء المبنى، والتي ترافقت مع تكثيف شديد لبروتوكولات التنظيف والتعقيم لمختلف مرافق المطار.
وإدراكاً لضرورة ارتداء أقنعة الوجه للحد من انتشار الوباء، طور مطار حمد الدولي حلولا ذكية لضمان الامتثال الدائم لارتدائها داخل حرم المطار، وقد قام فريق عمل المطار بابتكار وتطوير نظام خاص للكشف الآلي عن الوجه، وذلك من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وأنظمة التفتيش الحاسوبية للتقصي آلياً لضمان ارتداء الموظفين لأقنعة الوجه طيلة فترة توجدهم داخل مبنى المطار.
ومنذ بداية الأزمة، وعلى الرغم من القيود التي فرضت على قطاع الطيران والسفر، تمكن مطار حمد الدولي في وقت قياسي من تحديد الحلول المبتكرة التي يجب الاستعانة بها للتصدي للجائحة والحفاظ على صحة وسلامة المسافرين والموظفين داخل المطار. وبالتعاون مع شركائه المميّزين ومزودي الخدمات التكنولوجية الرائدين ضمن القطاع، عمل مطار حمد الدولي على تطوير تكنولوجيات مبتكرة وحصرية، كخوذات الفحص الحراري الذكية التي تمكن الموظفين من قياس درجة حرارة المسافرين عن بعد دون أي تلامس، بالإضافة الى أجهزة الروبوت للتعقيم، وهي أجهزة متنقلة ومستقلة تماماً تعمل من خلال الأشعة فوق البنفسجية، والتي جرى توزيعها على كافة نقاط تدفق المسافرين لقدرتها الفعالة بالقضاء على نسبة عالية من الكائنات الدقيقة. كما عمل المطار أيضاً على تعزيز سلامة المسافرين داخل المطار من خلال تطبيق تقنيات تكنولوجية غير تلامسية، كالتسجيل الذاتي للوصول وتسليم الحقائب، وأزرار التحكم بالمصاعد عن بعد.
وقد نال مطار حمد الدولي اعتراف العديد من الهيئات الرائدة ضمن قطاع صناعة الطيران لاستجابته الفعالة والمبتكرة في التصدي للأزمة، حيث حاز مطار حمد الدولي شهادة المعهد البريطاني للمعايير لجهة إدارة استمرارية الأعمال، بالإضافة إلى امتثاله لمعايير صحة وسلامة الطيران الموضوعة من قبل فريق إنعاش قطاع الطيران المدني التابع للمنظمة الدولية للطيران المدني.
وفي ديسمبر من عام 2020، أصبح مطار حمد الدولي أول مطار في الشرق الأوسط وآسيا يحصل على تصنيف الخمس نجوم في تدقيق تدابير السلامة الخاصة بـ(كوفيد 19) داخل المطارات من شركة “سكاي تراكس”، وذلك تقديراً لجهوده وقدرته على مواصلة العمل والتميّز التشغيلي خلال جائحة كورونا.
كما دخل مطار حمد الدولي المراتب العشر الأولى عالمياً من حيث حركة المسافرين الدوليين، وذلك بفضل استمرار عملياته التشغيلية دون أي انقطاع طيلة فترة الجائحة، حيث تقدّم إلى المركز السادس في عام 2020 بعد حيازته المركز السادس عشر في عام 2019.
وبالتوازي مع الاستعدادات الجارية لاستضافة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، وباعتباره المطار الرسمي لهذا الحدث العالمي المنتظر، يستمر مطار حمد الدولي في مشروع التوسعة وفق الجدول الزمني للمشروع، حيث من المقرر إنجاز المرحلة الأولى قبل انطلاق البطولة، والتي ستزيد من القدرة الاستيعابية للمطار لتصل إلى 58 مليون مسافر سنوياً.
أما المرحلة الثانية من مشروع التوسعة فستنطلق بعد انتهاء البطولة لتساهم في رفع القدرة الاستيعابية للمطار إلى 60 مليون مسافر سنوياً.
وقد أصبح مطار حمد الدولي مثالاً يحتذى به من قبل مختلف المطارات حول العالم، مع مواصلته خدمة المسافرين وشركات الطيران العالمية، واعتماد إجراءات وحلول تكنولوجية جديدة ومبتكرة.