الشيخ خالد بن فيصل : «الفيصل القابضة» عروقها في الماء وطموحها في السماء
الفيصل القابضة» عروقها في الماء وطموحها في السماء
كتب- سعيد حبيب
الشيخ خالد بن فيصل بن قاسم في حوار شامل:
أكد سعادة الشيخ خالد بن فيصل بن قاسم آل ثاني عضو مجلس إدارة شركتي الفيصل القابضة والريان للاستثمار السياحي «آرتك» أنه تعلم الكثير من والده سعادة الشيخ فيصل بن قاسم وهو أحد رموز الاستثمار والاقتصاد في دولة قطر قائلا: أنا مدين بالفضل بعد الله عز وجل لوالدي أطال الله عمره بكل ما تعلمته في حياتي وإن شاء الله نتمكن أنا وإخوتي من الاستمرار بالمسيرة التي بدأها والدي قبل ٥٥ عاما.
وكشف سعادته في حوار خاص أن شركة الفيصل القابضة التي تضم تحت مظلتها نحو ٥٠ شركة تابعة ضمن ٨ قطاعات تدرس خيارات متعددة لإدراج بعض الشركات التابعة خصوصا في ظل نجاح تجربة إدراج «أعمال» في البورصة منوها إلى أن «الفيصل» القابضة عروقها في الماء وطموحها في السماء وقد نجحت في توسيع وتنويع محفظتها الاستثمارية واستهداف فرص النمو بما يتماشى مع معاييرها وتدرس حاليا حزمة من الفرص الاستثمارية والتوسع في قطاعات جديدة، وفي المقابل فإن شركة الريان للاستثمار السياحي «آرتك» تمتلك أكبر تجمع فندقي في قطر يضم عدداً من الفنادق التي تحمل أفخم العلامات من شركة ماريوت العالمية وهي فندق ماريوت ماركيز سيتي سنتر وجيه دبليو ماريوت ماركيز سيتي سنتر وفندق لو مريديان سيتي سنتر وجميع هذه الفنادق متصلة بشكل مباشر بأكبر المجمعات التجارية «سيتي سنتر الدوحة».
ولفت إلى أن محفظة «آرتك» تضم ٣٤ فندقا حول العالم منها ١٢ فندقاً في قطر تحمل علامات تجارية متنوعة، معظمها جاهزة لاستضافة زوار قطر من المشجعين في كأس العالم ٢٠٢٢، وهذه الفنادق تقدّم العديد من الخدمات والعروض الفريدة والتجارب الاستثنائية..
تفاصيل أخرى في الحوار التالي:
- ما هي تطلعاتك المستقبلية لشركة الفيصل القابضة والإضافة التي تسعى لتحقيقها؟
- بداية شكرا لكم على المقابلة، لقد أنهيت دراستي الجامعية منذ فترة وجيزة ودخلت عالم الأعمال والحياة العملية ولدي طموحات كبيرة أرغب في تحقيقها والبناء على ما حققته الشركة من مكانة مرموقة على المستويين المحلي والدولي. هذا الأمر ليس سهلاً ويجب تقييم ودراسة الأفكار الجديدة بشكل وافٍ. ولكني أدرك تماماً أن المحافظة على النجاح يجب أن يرافقه التطور والإبداع في الأنشطة والخدمات والمنتجات التي تقدمها الشركة وهذا جزء أساسي من إستراتيجيتنا في شركة الفيصل القابضة.
ونحن نسعى دائماً للتطوير المستمر لأنشطتنا الحالية ومنتجاتنا وخدماتنا، وتحديد فرص النمو في جميع القطاعات التي نعمل بها بالإضافة إلى التوسع في قطاعات جديدة ذات معدلات نمو مرتفعة ويمكن القول إن عروقنا في الماء وطموحنا في السماء في شركة الفيصل القابضة حيث نتطلع دوماً إلى أن تكون مشاريعنا المستقبلية تتماشى مع مكانة الشركة الرائدة في المنطقة، مع التركيز على الجودة والموقع وتلبية تطلعات السوق المحلي المتطورة باستمرار.
التطور الرقمي
- التطور الرقمي هو أكثر ما يميز هذا الحقبة الزمنية وتأثيره على قطاع الأعمال بشكل خاص، برأيك أين الفيصل القابضة من هذه الناحية؟
- في السنوات الأخيرة وخصوصا خلال جائحة كورونا برزت أهمية التكنولوجيا والتطور الرقمي في قطاع الأعمال. إننا في الفيصل القابضة نولي اهتماماً خاصّاً بالتحولات الرقمية والمبتكرة كجزء من استراتيجية تكنولوجيا المعلومات الخاصة بالشركة، وبدأنا بتحديث المنصات الرقمية المرتبطة بالنشاطات الداخلية للشركة وذلك لتعزيز جميع جوانب الأعمال فيها. وقد قامت الشركة مؤخراً باختيار تطبيق نظام الرواتب العالمية وحلول الموارد البشرية من «رامكو» لتحديث وأتمتة عمليات الموارد البشرية عبر قطاعات الأعمال المتنوعة. كذلك نحن نجري تحديثا لنظام أوراكل فيوجن.
- هل هنالك أيّة أنشطة جديدة تسعى الفيصل القابضة للتوسع بها سواء في قطر أو في الأسواق العالمية؟
- بالطبع، لدينا عدد من المشاريع التي هي قيد الدراسة منها ما يمثل قطاعات جديدة وأخرى من ضمن أنشطتنا الحالية ونحن في بحثٍ مُستمر عن الفرص المناسبة لنا، فقد نجحت الشركة منذ تأسيسها في توسيع وتنويع محفظتها الاستثمارية واستهداف فرص النمو بما يتماشى مع معاييرها.
نشاط «آرتك»
- توسعت شركة الفيصل القابضة للعالمية عبر شركة الريان للاستثمار السياحي «آرتك»، برأيك هل هنالك أي من أنشطة الشركة من الممكن أن تنتشر إقليمياً ومن ثم عالميا؟
- بالطبع، شكل قطاع الضيافة انطلاقة توسع استثماراتنا خارج قطر وبحمدالله تمكنا من تبوؤ مكانة مميزة ونعد الشريك المفضل لكبرى المشغلين العالميين لقطاع الضيافة ونحن ملتزمون بتعزيز وجودنا خارج قطر خاصة أن موقع قطر الاستراتيجي والبنية التحتية المتميزة لقطاع النقل البحري والجوي يفتح لنا مجالات تُشجّع على الاتجاه إلى التصدير للخارج بالاضافة إلى تسخير خبراتنا الواسعة في المجالات التي نعمل بها لتأسيس شراكات جديدة خارج حدود دولة قطر.
جتكو للإنشاءات
- تمثل شركة جتكو للإنشاءات إحدى أولى أنشطة شركة الفيصل القابضة، حدثنا عن آخر مستجداتها؟
- باشرت شركة الفيصل القابضة أنشطتها في نهاية السيتينات تحت مظلة إسم «جتكو» وذلك قبل تحولها إلى الفيصل القابضة ولكن استمر نشاط المقاولات يحمل هذا الاسم «جتكو للإنشاءات» لما له من سمعة مميزة في قطر لمساهمته في النهضة العمرانية التي شهدتها البلاد وتنفيذ عدد من المشاريع في مختلف القطاعات مثل المدارس والمستشفيات والمجمعات التجارية والسكنية والأبراج وغيرها. ومع التطور العمراني والبنية التحتية للبلاد تواصل الشركة نشاطها على أعلى المستويات والمعايير العالمية للأبنية.
قطاع التعليم
- كيف ترى أهمية قطاع التعليم بالنسبة إلى الفيصل القابضة، والتعاون مع جامعة ديربي هل هنالك أيّة شراكات جديدة؟
- لطالما شكل القطاع التعليمي جزءا مهما من استراتيجيتنا ومساهمتنا المجتمعية وتمثل شراكتنا مع جامعة ديربي وافتتاح كلية الريان الجامعية الدولية تقدّماً للاقتصاد المعرفي القطري، كما أنّه تطوّر جديد يثري المشهد التربوي في قطر ويُحقّق رؤية حكومتنا الرشيدة في تطوير اقتصاد قائم على المعرفة وفتح المزيد من الفرص التعليمية عالية المستوى حتى يكون للشباب دور فاعل في بناء الوطن.
إننا دائماً بصدد إنشاء أيّة شراكات مع أبرز المؤسسات التعليمية الدولية والتي من شأنها النهوض بمستوى التعليم وتُقدّم لطُلّابنا آفاق وخيارات مهنية متنوعة.
قائمة فوربس
- حصدت شركة الفيصل القابضة المرتبة التاسعة بين أفضل ١٠٠ شركة عائلية عربية في الشرق الأوسط ضمن قائمة فوربس الشرق الأوسط..كيف ترى هذا الإنجاز؟
- إنّ هذا إنجاز نعتزّ به، وهذه ليست المرة الأولى حيث تم إدراج شركة الفيصل القابضة في قائمة فوربس الشرق الأوسط للشركات العائلية العربية في العام ٢٠٢١ كذلك، وهو مؤشر يدلّ على نجاح استراتيجية الشركة في تنويع استثماراتها والعمل في قطاعات متنوعة وجديدة، بالإضافة إلى اتباع معايير عالية من الحوكمة وتعزيز الشفافيّة والثقة في الشركة والشركات التابعة لها.
الشركات العائلية
- كيف ترى فرص تحول الشركات العائلية إلى شركات مساهمة عامة وإدراجها في البورصة في ظل التوجه نحو تيسير شروط الادراج في بورصة قطر؟
- بينما تُمثّل الشركات العائلية عاملاً رئيسيّاً في دعم وتنوّع الاقتصاد الوطني، فإن تحولها إلى شركات مساهمة عامّة له جوانب إيجابية عديدة مثل تغيير الصورة النمطية الكلاسيكية لمفهوم الشركات العائلية وتشجيع المشاركة الوطنية في التنمية الاقتصادية ولدينا تجربة ناجحة مع إدراج شركة اعمال في بورصة قطر. ونحن ندرس خيارات متعددة لإدراج بعض الأنشطة والشركات في البورصة كذلك.
ولا بُدّ أن الحوافز والامتيازات التي تحصل عليها الشركة العائلية لدى إدراج أسهمها للتداول في بورصة قطر ساهمت في تزويد المستثمرين بمجموعة واسعة من الخيارات للاستثمار الآمن والمُجدِي، الأمر الذي من شأنه كذلك أن يؤدّي إلى تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص وتحقيق رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠ باقتصاد متنوع ومستدام.
- لدى الفيصل القابضة ٥٠ شركة تابعة تعمل تحت مظلتها ضمن ٨ قطاعات أبرزها العقارات والضيافة والتجارة والتعليم، والثقافة والترفيه والخدمات والتصنيع..فما هي أبرز القطاعات التي سيتم التركيز عليها وفقا لاعتبارات الجدوى الاستثمارية؟
- انطلاقاً من استراتيجية الشركة التي تسعى إلى الحفاظ على مكانتها الرائدة في السوق وتحقيق التميّز والكفاءة المهنية، فإننا نولي اهتماماً خاصّاً للقطاعات الحيوية التي من شأنها أن تحقق التنوع الاقتصادي وتساهم في الحدّ من اعتماد البلاد على الصناعات الهيدروكربونية. ويأتي قطاع الضيافة وقطاع تكنولوجيا المعلومات في القطاع الطبي وقطاع التعليم وقطاع الإنتاج الصناعي في مقدّمة القطاعات التي تستحوذ على انتباهنا في الفترة القادمة مع قيامنا بدراسة عدد من الفرص الأخرى التي تشكل إضافة مميزة لنموذج عملنا.
تكامل الأنشطة
- كيف تحقق مجموعة الفيصل القابضة التكامل المطلوب ما بين أنشطتها المختلفة بالتزامن مع استمرارها في تنفيذ مخططاتها التوسعية عبر القطاعات الاقتصادية المختلفة؟
- يعتبر تحقيق التكامل والتجانس بين أنشطة الشركة المختلفة جزء هام من استراتيجيتنا لما له من أهمية في الاستفادة القصوى من الموارد وإلامكانيات وتحقيق أعلى مستويات الكفاءة التشغيلية والجودة ويمكن أن تستفيد هذه الشركات أيضًا من الشراكات الإستراتيجية، مما يسمح بالوصول إلى إمداد أكثر فعالية والقدرة على الوصول إلى سوق أكبر.
ويمكن التأكيد على أن التكامل بين القطاعات يؤدي إلى توفير التكاليف وزيادة الكفاءة مما يتيح لنا التركيز على الجودة والابتكار لخلق فرص جديدة تمكننا من الاستمرار والتوسع.
- ما أحدث مستجدات محفظة الفيصل القابضة في قطاع المشاريع الفندقية ومراكز التسوق والمجمعات سكنية؟ هل هناك مشاريع قيد التطوير حاليا؟
- لقد قمنا مؤخرا من خلال شركة الريان للاستثمار السياحي «آرتك» المملوكة والتابعة لـ»الفيصل القابضة» بالاعلان عن افتتاح كل من فندق دلتا سيتي سنتر وفندق السامرية مجموعة أوتوجراف وفندق الميريديان سيتي سنتر والتي تحمل جميعها علامات تجارية مميزة من شركة ماريوت الدولية. وبإفتتاح فندق لو مريديان نكون قد قدمنا أكبر تجمع فندقي في قطر يضم عدد من الفنادق التي تحمل أفخم العلامات من شركة ماريوت العالمية وهي فندق ماريوت ماركيز سيتي سنتر وجيه دبليو ماريوت ماركيز سيتي سنتر وفندق لو مريديان سيتي سنتر وجميع هذه الفنادق متصلة بشكل مباشر بأكبر المجمعات التجارية «سيتي سنتر الدوحة».
وتضم محفظتنا ٣٤ فندقا حول العالم منها ١٢ فندقاً في قطر تحمل علامات تجارية متنوعة، وجميعها جاهزة لإستضافة زوار قطر من المشجعين في كأس العالم ٢٠٢٢، وهذه الفنادق تقدّم العديد من الخدمات والعروض الفريدة والتجارب الاستثنائية.
بالإضافة إلى ذلك، لدينا العديد من الفرص تحت التقييم في الوقت الحالي، حيث إننا في سعي مستمر إلى توسيع رُقعة استثماراتنا واكتشاف فرص إستثمارية جديدة لتحقيق ذلك.
- شهدت قطر تطورا متسارعا في التشريعات الاقتصادية لتصبح أكثر مرونة وجاذبية أمام تدفقات الإستثمارات الأجنبية.. كيف ترى فرص تحول قطر إلى مركز مالي وإقليمي في المنطقة عقب مونديال ٢٠٢٢؟
- إن ما شهدته البلاد من تطور مذهل في الفترة الماضية، بالإضافة إلى استضافتنا لكأس العالم هذا العام، وفوزنا ببطولة كأس آسيا ٢٠٢٣ ساهم في جعل وطننا الحبيب محط الأنظار على المستوى العالمي في مختلف القطاعات. كما نجحت حكومتنا الرشيدة في تطوير التشريعات والقوانين التي تجذب المستثمرين على سبيل المثال: رفع نسبة تملك غير القطريين إلى ١٠٠٪ في الشركات المساهمة العامة هذا عدا تطوير البنية التحتية على أفضل المستويات متمثلاً في مطار حمد الدولي، وشركة الطيران الوطنية (الخطوط الجوية القطرية)، وميناء حمد ومشروع مترو الدوحة، بالإضافة إلى زيادة عدد الفنادق والمنتجعات والمتاحف وترميم الأماكن الأثرية، وإقامة مراكز المعارض لاستضافة الفعاليات الثقافية والترفيهية والمؤتمرات بأنواعها، وتجهيز الملاعب والصالات الرياضية المميزة. ويصاحب هذا كله موقع جغرافي مميز وحصول قطر على أعلى درجات مؤشر